بقلم حسين سجواني، رئيس مجلس الإدارة، داماك العقارية
بينما كنت في سيارتي عائداً إلى المنزل ليلة الخميس، مستذكراً أحداث الأسبوع الفائت، استوقفتني فكرة وهي أن حياتنا أصبحت مليئة بالتحديات على الصعيدين العملي والشخصي، وأن الكثير من القرارات والخبرات أسفرت عن اكتسابنا دروس قيمة. وتأملت في مدى تأثير تلك الدروس على حياتنا الخاصة، وفيما إذا كنا نقوم عموماً بتعليم هذه الدروس لأبنائنا، وترك انطباعات إيجابية تتوارث عبر الأجيال المستقبلية. وفي تلك الليلة، قررت مشاركة بعض الدروس التي تعلمتها طيلة فترة حياتي العملية والشخصية، على أمل أن تحدث فرقاً وتأثيراً في حياة الأجيال القادمة.
لقد سئلت مؤخراً ما هو إرثي، وما الذي أرغب في توريثه للأجيال القادمة لتحسين حياتهم؟ أطمح شخصياً إلى أن أكون نموذجاً يُحتذى به لأبنائي وجيل الشباب، وتوجيههم وتشجيعهم على تحقيق الإنجازات، انطلاقاً من تجاربي الخاصة وإنجازاتي على الصعيد المهني.
المبدأ الأول الذي أود نقله لجيل الشباب هو أن يكونوا صادقين وأن يُظهِروا الاحترام للجميع دون تفرقة، بصرف النظر عن العمر أو الجنس أو العِرْق أو اللون أو الديانة أو الفئة الاجتماعية. وفي جميع الأحوال، تعكس الطريقة التي نعامل بها الآخرين صورتنا الحقيقية. ويلعب تصورك وفهمك العام للصدق والاحترام دوراً كبيراً في تحديد مسار نجاحك أو فشلك على الصعيدين المهني والشخصي.
وهناك محفز آخر من محفزات النجاح، ألا وهو وضع أعلى المعايير في كل شيء نفكر به في عقولنا. ودائماً ما أقول لأبنائي: “إذا أردتم القيام بشيء ما، سواء على الصعيد المهني أو الشخصي، قوموا به بالشكل الصحيح. ضعوا معايير عالية وواظبوا على تحقيق النتائج المطلوبة. لن يطول الأمر قبل أن تبدأوا بجني الثمار المرجوة”.
رواد الأعمال الشباب يفيضون اليوم بالأفكار ولديهم الحماس لتحقيق الإنجازات. وما يردعهم عن تحقيق أي نجاح هو الخوف من الفشل الموجود في داخلهم. لهذا السبب، يمنع التردد المرء من اتخاذ الخطوة الأولى. نصيحتي لرواد الأعمال من جيل الشباب هي عدم الخوف من ارتكاب الأخطاء والاستعداد للنهوض من جديد عند الفشل. يمكن أن يمهد لك الفشل الطريق نحو النجاح، لذا لا تستسلم. تعلم من أخطائك لتحسين أدائك وتحقيق أهدافك.
أخيراً وليس آخراً، وتماماً كما أقوم بنقل معرفتي في المجال المهني ودروس الحياة والقيم الخاصة إلى أبنائي على أمل أن يزرع ذلك في نفوسهم قيمة أكبر، ليس في الأعمال فقط وإنما في كافة مجالات الحياة، هم أيضاً عليهم في المقابل أن ينقلوا الدروس التي تعلموها إلى أطفالهم والأجيال المقبلة. وينبغي أن يترجم جوهر كل ما نقوم به من أعمال وما ندافع عنه طيلة حياتنا إلى شيء يورث إلى ما بعد عصرنا. فينبغي أن تترك إنجازاتنا بصمة وتخلق إرثاً تستفيد منه الأجيال القادمة.