حسين سجواني، مؤسس ورئيس مجلس إدارة داماك العقارية
لا يمكنني القول بأنني تفاجأت، ولكن في ذات الوقت لن أخفي البهجة التي غمرتني عندما اطّلعت على ’مؤشر جونز لانغ لاسال لشفافية الأسواق العقارية العالمية‘، والذي يؤكد أن دبي لم تتوقف عند حدود الحفاظ على مكانتها المرموقة بصفتها السوق العقارية الأكثر شفافية على المستوى الإقليمي، بل تقدمت 8 مراتب في التصنيفات العالمية أيضاً، ما يمثّل خبراً مهماً في أوساط القطاع العقاري في الإمارة. أما سبب عدم شعوري بالمفاجأة هو إدراكي لحقيقة أن الارتقاء من قمة إلى قمة والانتقال من نجاحٍ لنجاح ما هو إلا أمرٌ طبيعيّ يعكس هوية هذه المدينة الحالمة ورؤيتها الثاقبة منذ نشأتها الأولى، فالنجاح والتطور هما سمتنا الرئيسية في دبي. ولم يتخلف القطاع العقاري عن مواكبة هذا التوجه، والذي بات وجهة رائدة لكل الباحثين عن فرص تحقق عائدات استثمارية عالية من جميع أنحاء العالم. وبالطبع فقد مرّ تطوّر قطاعنا بالعديد من التجارب مستخلصاً الدروس والعبر من النجاحات والإخفاقات التي عاشها، ويواصل اليوم التركيز على الابتكار بهدف تقديم عقارات مميزة ترقى عن أي منافسة؛ والتوجهات الأخيرة للسوق تؤكد ذلك.
خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2018، رصدت دائرة الأراضي والأملاك في دبي إضافة 14,000 وحدة عقارية جديدة إلى السوق. وهذا عدد كبير من الوحدات السكنية دون شك، ولكن الخبراء يزعمون بأن هذا العدد لا يكفي لاستيعاب النمو السكاني في الإمارة من جهة، وشهية المستثمرين الأجانب من جهة أخرى. ونحن نتّفق مع هذا التحليل، ونؤمن بأننا مقبلون على ما هو أفضل وأكثر نجاحاً، نظراً للقرارات الهامة التي يتخذها قادة البلاد والخيارات الجديدة المتاحة من قبل المطورين، والتي ستثمر عن ارتفاع مستوى الاهتمام بقطاع العقارات ونمو تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى دبي. نوضّح في ما يلي بعض العوامل التي تجعل من السوق العقارية في دبي جذابة للغاية بالنسبة للمستثمرين الأجانب.
قادة حكماء يوجهون المسيرة
قبل كل شيء، لا بد من الإشارة إلى أنّ المبادرات الهامة التي اتخذتها حكومة الإمارات قد أعطت دفعة قوية لكل من ينظر إلى دبي كوجهة استثمارية. فالمبادرات الحديثة مثل الإعفاء من رسوم التأخر بالتسجيل البالغة 4%، والسماح بالملكية الأجنبية الكاملة للشركات خارج المناطق الحرة، سيكون من شأنها إحداث تأثير إيجابي على الشركات والمستثمرين ينتج عنه نمو في الطلب على العقارات التجارية. أما القرار الحكومي بمنح التأشيرات طويلة الأمد للمستثمرين سيثبت جدواه في العقارات السكنية، حيث سيدفع الكثيرين إلى التفكير بشراء البيوت بدلاً من الاستئجار. وما من شك بأن هذه المبادرات ستحدث نقلة نوعية في القطاع على المدى القصير إلى المتوسط، لتثمر عن المزيد من النمو.
المناخ الاستثماري المدعوم بالتكنولوجيا
تتعاظم أهمية دبي كمركز للابتكار في الشرق الأوسط، وهو ما سيعود بتأثيرات جليّة على القطاع العقاري قريباً. وقد أعلنت دائرة الأراضي والأملاك في دبي مؤخراً عن إطلاقها نظام ’التصرف العقاري الذاتي‘ (REST) كجزء من جهودها الرامية لتعزيز الشفافية في القطاع؛ حيث تسمح هذه المنصة للمهتمين بتنفيذ معاملاتهم العقارية بأنفسهم مع مختلف الأطراف من أي مكان في العالم، وذلك مع إمكانية الإدارة الكاملة للمعاملات إلكترونياً دون الحاجة إلى أي وثائق ورقية، ما يقلص إجراءات الوساطة العقارية. وبإمكان المُلّاك بيع وشراء وتأجير عقاراتهم عبر هذه المنصة، إلى جانب الاستفادة من الخدمات المرتبطة بها مثل خدمة الرهون العقارية السلسة. كما تعمل الحكومة على تطبيق تقنية ’بلوك تشين‘ في مختلف جوانب القطاع، وهو ما سيعزز الشفافية في هذا المجال، إذ أن تحسين الشفافية والإتاحة والسلاسة سيكون بلا شكّ عاملاً جاذباً للاستثمار الأجنبي على المدى البعيد.
منتجات ومفاهيم جديدة
بينما تسهم المبادرات الحكومية والتطورات التكنولوجية في تعزيز ثقة المستثمرين، يعمل المطورون في المنطقة على طرح مفاهيم وأفكار جديدة لضمان مزيد من الصفقات المجزية. شهدت دبي منذ مطلع 2018 وحتى الآن استكمال 47 مشروعاً تم تسليمها ضمن الفترة الزمنية المحددة لها. ويُعتبر الالتزام بالجداول الزمنية من أهم العوامل التي ترسّخ مكانة دبي كسوق يعوّل عليها في نظر المستثمرين، وقد ضمّت قائمة المشاريع التي تمّ تسليمها برجنا السكني الفاخر، ’داماك هايتس‘، في دبي مارينا الذي يتميّز بإطلالات خلّابة على نخلة جميرا. وبالإضافة إلى الشفافية والثقة والخيارات الاستثمارية التي تشكّل جميعها عوامل جذب للمستثمرين دون شك، تبقى العائدات عاملاً حاسماً، ومن هذه الناحية، تفتخر المدينة بمستوى الأمان فيها وبشمسها الساطعة معظم أيام السنة، وتعِد المستثمرين بمعدلات أرباح مجزية، تعدّ من الأعلى بين أسواق العالم الرائدة.
وفي ظل الرؤية التقدمية والإصلاحية للحكومة، والبنية التحتية الشفافة، والخيارات الاستثمارية الجذابة، فإن كل المؤشرات تؤكد بأن دبي في طريقها نحو حقبة جديدة من الاستثمارات الأجنبية في قطاعها العقاري، ونعلق آمالاً كبيرة على دورة هذا العام من معرض ومؤتمر ’سيتي سكيب العالمي‘ نظراً لما يلاقيه من إقبال واسع النطاق في أوساط المستثمرين بفضل مكانته الرائدة كمنصة لطالما لعبت دوراً هاماً في الترويج لنمو القطاع العقاري بدبي. وفيما نستعد في ’داماك‘ لتسليط الضوء على محفظتنا المتألقة من العقارات الفاخرة خلال الفعالية، فإننا ندعو جميع المستثمرين للقدوم إلى دبي والتعرّف عن كثب على الفرص المذهلة التي تحتضنها مدينتنا.