بقلم حسين سجواني، رئيس مجلس الإدارة، داماك العقارية

غالباً ما يشار إلى دبي بأنها مدينة الفخامة. ويتناسب هذا اللقب مع المدينة التي تحتضن العديد من الوجهات السياحية المذهلة والمميزة التي جعلتها تحتل الصدارة في هذه الفئة. وخلال ما يقارب الخمس سنوات، وردت تعريفات قديمة لمعنى الفخامة فتحت الطريق لتعريفات جديدة، لا سيما في فئة العقارات الممتازة، حيث بدأت الجهات الفاعلة الرئيسية القائمة في المدينة بالميل نحو الشراكة والتعاون مع علامات عالمية بارزة لتوفير منازل حصرية وبإصدارات محدودة تضمن أبهى صور الفخامة.

ويُعَد قطاعا العقارات الفخمة والضيافة في دبي من أسرع القطاعات نمواً، إذ يشهدان شراكات مع علامات تجارية عالمية بوتيرة متسارعة، إذ تسعى شركات التطوير العقاري الفاخرة إلى الاستفادة من الإقبال المتزايد على أسلوب الحياة المترف. وإذا ما نظرنا إلى أبعد من تعزيز نمو الأعمال التجارية، سنلاحظ أيضاً القيمة التي يمكن أن تحققها مثل هذه الشراكات والتعاونات الاستراتيجية من حيث تعزيز سمعة شركاتنا والارتقاء بمكانة دبي كوجهة مميزة للفخامة والترف.

وقد عكفت الشركات المحلية على إقامة شراكات مع علامات عالمية مثل “فيرساتشي”، و”ترمب”، و”فندي”، و”بوغاتي”، و”باراماونت”، وغيرها من الأسماء الكبيرة. ومن شأن ذلك أن يسهم في تحقيق نقلة نوعية وطفرة ملموسة في سوق العقارات الفخمة، ما يعطي معنى جديداً لمفهوم المعيشة المترفة بمشاريع تلخص البراعة المعمارية والاهتمام المتقن بالتفاصيل والترف الذي لا حدود له. وفي تخطيطنا الاستراتيجي في شركة داماك، والذي أثمر عن اتفاقيات مع هذه العلامات التجارية البارزة المؤثرة وذات البصمة المميزة في السوق العالمية للعقارات الفخمة، حرصنا على إبرام اتفاقيات مع علامات تجارية تغطي طيف الفخامة على نطاق واسع. ومكننا ذلك من إدخال مزيج متنوع إلى السوق العقارية بدءاً من العقارات الراقية والشقق الفندقية فائقة الجودة ووصولاً إلى مجتمعات الغولف الخلابة مثل “أكويا”، المشروع التطويري الذي يمتد على مساحة 42 مليون قدم مربعة، والذي يضم واحداً من أروع ملاعب الغولف في العالم تحت مسمى “ترمب إنترناشيونال غولف كلوب دبي”. وتوجد على مسافة قريبة من ملعب الغولف مجموعة من الوحدات السكنية تشمل أول فلل في العالم من توقيع “فندي”، فضلاً عن فلل فندقية من “باراماونت هوتيلز آند ريزورتس”. ويمكن أن يرى البعض أن هناك الكثير من الترف والرفاهية ضمن مشروع واحد، لكن بالنسبة لنا وللذين يمتلكون معرفة كبيرة بديناميكية هذه السوق الحيوية، يُعَد ذلك إتاحة للمزيد من الفرص في السوق وتلبية للطلب المتزايد على هذه الفئة.

وأنا أرى أن هذه العقارات تتميز بأعلى معايير الأناقة والتصميم العالمية، كما أنها تلبي رغبة الجمهور في تبني مستوى جديد من التميز في الحياة اليومية ضمن مجتمع شامل ومتكامل. وفي دبي وأي مدينة أخرى، أعتقد بأن الطبقة المترفة هي في توسع مستمر، وأن الزيادة في القوة الشرائية تتزامن مع زيادة في التطلعات والطموحات. ويدفعهم ذلك إلى البحث عن المزيد من التميز في حياتهم وعن مساحات المعيشة الفسيحة، الأمر الذي يجذبهم أكثر فأكثر نحو الوحدات السكنية ومجتمعات الغولف ذات الإصدار المحدود والتي تحمل توقيعات ولمسات العلامات التجارية المرموقة.

وكان طموح الحكومة نحو جعل دبي وجهة الرفاهية الأولى عنصراً أساسياً في تطور سوق العقارات الفاخرة في المدينة. هناك عنصر غالباً ما يتم تجاهله وسط دوامة المديح والثناء حول المباني والمعالم البارزة للإمارة، ألا وهو المجهود الكبير الذي بُذل في عملية التخطيط للمدينة، وهو ما يذهب إلى أبعد من المشاريع بحد ذاتها. ومنذ تأسيس شركة داماك العقارية عام 2002، كان لدي إيمان بالرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة في جعل المستحيل ممكناً على هذه الأرض الغالية التي نسميها دبي.

وبالعودة إلى الحديث عن الوحدات السكنية الفاخرة التي تحمل توقيعات العلامات العالمية، يمكنني القول بأنني معجب للغاية بمشاهدة الطريقة التي تواصل فيها مدينة دبي، حيث تسود العقارات الفاخرة، إيجاد أساليب جديدة للارتقاء بالرفاهية إلى أعلى مستوياتها. وتُعَد الشراكات والتعاونات المثمرة والفاعلة مع العلامات التجارية العالمية الفاخرة هي السبب وراء الارتقاء بمستوى المعايير، وهي تعزز بذلك مكانة سوق العقارات في دبي ومدى الإقبال عليه من قِبل المستثمرين الدوليين.

ويشير الطلب المتزايد على هذه المنازل والشقق المفروشة فائقة الفخامة إلى شيء واحد فقط؛ وهو أن العقارات الفخمة ذات العلامات التجارية ليس بالإنجاز الكبير المنتظر في مشهد دبي العقاري، بل هو بحد ذاته الإنجاز الكبير الذي تم تحقيقه فعلياً.